أخبرني بعد أن فجّر رأسي برصاصة واحدة أن الآمر ليس شخصيا, و أنه يقوم بواجبه فحسب, ثم دعاني لتناول العشاء في منزله الذي لا يبعد عن موقع استشهادي سوى بضعة أميال..
حملني إلى سيارته, و مدّد جسدي على المقعد الخلفي, ثم انطلق بنا عبر الشوارع المكتظّة برجال و نساء و صغار فقدوا رؤوسهم مثلي.. طلبت منه أن يرفع صوت المذياع قليلاُ لأتمكن من سماع اسمي ففعل, تنفستُ الصعداء حين نطقت المذيعة - بصوتها الدافئ- اسمي الثلاثي و حين دعت لي و لرفاقي بان يتغمّدنا الله برحمته و ان يسكننا فسيح جنّاته..
وصلنا إلى البناية, حملني مرّة أخرى و صعد بي إلى الطابق الثالث, طلب من زوجته أن تعدّ لنا العشاء, ثم جلسنا نحتسي الشاي, بعد أن شبعت و استعدت عافيتي و اتزاني.. تحدثنا و تسامرنا و ضحكنا حتى وقت متأخر, و حين هممت بالنزول أخبرني بأنني قد أتألم قليلاً حين أفيق من نومي في الصباح, و أن هذا شيء عادي لا يدعو للقلق و لن يستغرق سوى بضع ساعات, فحين فقد و زوجته رأسيهما في الأسبوع الماضي عادت الأمور إلى طبيعتها بسرعة....ناولني مسدسه بعد أن أعاد حشوّه.. شكرتُه و زوجته على كرم الضيافة, غادرت متوجهاً إلى منزلي, فضّلت السير عن استقلال الحافلة, كنت أشعر بكثير من الارتياح بدون رأسي الذي لطالما جثم على عنقي, و لطالما استهلك ميزانيتي على تلك الحبوب المسكّنة التي أدمنتها أخيراً.. ما أجمل ملامسة هواء الليل البارد لجسد لا يحمل رأساً.. قبل أن أخلد للنوم بعد هذا اليوم الحافل... تحسست مسدسي و تأكدت من أنه محشوّ بست طلقات ثم وضعته تحت وسادتي و دعوت الله أن يثبّتني, فغداً ينبغي عليّ أن أقوم ببعض الواجبات..
انتهى
..............................
السطور السابقة مهداه إلى من فقدوا رؤوسهم في وطن لم يعد يقوى أبناؤه على حمل الرؤوس..
على بعد أمتار قليلة.. يبتسم هذا أو ذاك لأنه وفّر ثمن رصاصاته فهو يكاد لا يجد مزيداً من الرؤوس ليفجّرها !!
.................................
يا خي أحه..
حملني إلى سيارته, و مدّد جسدي على المقعد الخلفي, ثم انطلق بنا عبر الشوارع المكتظّة برجال و نساء و صغار فقدوا رؤوسهم مثلي.. طلبت منه أن يرفع صوت المذياع قليلاُ لأتمكن من سماع اسمي ففعل, تنفستُ الصعداء حين نطقت المذيعة - بصوتها الدافئ- اسمي الثلاثي و حين دعت لي و لرفاقي بان يتغمّدنا الله برحمته و ان يسكننا فسيح جنّاته..
وصلنا إلى البناية, حملني مرّة أخرى و صعد بي إلى الطابق الثالث, طلب من زوجته أن تعدّ لنا العشاء, ثم جلسنا نحتسي الشاي, بعد أن شبعت و استعدت عافيتي و اتزاني.. تحدثنا و تسامرنا و ضحكنا حتى وقت متأخر, و حين هممت بالنزول أخبرني بأنني قد أتألم قليلاً حين أفيق من نومي في الصباح, و أن هذا شيء عادي لا يدعو للقلق و لن يستغرق سوى بضع ساعات, فحين فقد و زوجته رأسيهما في الأسبوع الماضي عادت الأمور إلى طبيعتها بسرعة....ناولني مسدسه بعد أن أعاد حشوّه.. شكرتُه و زوجته على كرم الضيافة, غادرت متوجهاً إلى منزلي, فضّلت السير عن استقلال الحافلة, كنت أشعر بكثير من الارتياح بدون رأسي الذي لطالما جثم على عنقي, و لطالما استهلك ميزانيتي على تلك الحبوب المسكّنة التي أدمنتها أخيراً.. ما أجمل ملامسة هواء الليل البارد لجسد لا يحمل رأساً.. قبل أن أخلد للنوم بعد هذا اليوم الحافل... تحسست مسدسي و تأكدت من أنه محشوّ بست طلقات ثم وضعته تحت وسادتي و دعوت الله أن يثبّتني, فغداً ينبغي عليّ أن أقوم ببعض الواجبات..
انتهى
..............................
السطور السابقة مهداه إلى من فقدوا رؤوسهم في وطن لم يعد يقوى أبناؤه على حمل الرؤوس..
على بعد أمتار قليلة.. يبتسم هذا أو ذاك لأنه وفّر ثمن رصاصاته فهو يكاد لا يجد مزيداً من الرؤوس ليفجّرها !!
.................................
يا خي أحه..