الخميس، أغسطس ٣١، ٢٠٠٦

نافذة الجنون

حين توقفت عيناكِ عن سرد حكاياتي التي ستحدث بعد موتي و موتك..
عبر تلك التلال الخضراء الصغيرة,المتناثرة.. التي تتأزر بأنهار لا تنبع من ثلج ذاب.. و لا تصب في بحر اختبأت في ملحه أساطير الظلام و النور..
تلك أرضنا أنا و أنت, أرضنا التي لم تكتسب خبرات الطبيعة و البشر.. أرضنا التي لا تحترم قوانين الفيزياء, و لا تتحمل قواعد اللغة, أرض لا يرفرف فوقها علم يحمل ثلاثة أو أربعة ألوان.. لا تجملها ألعاب الضوء بقوس يحمل سبعة ألوان..
أرض حكاياتي لك.. حكاياتي التي تجيدين سردها حين تحتبس في عينيكِ دموعي..

توقفت عيناكِ عن سردي..
الآن تتشبثين ب"هنا" ؟..
أين كل ذلك الاشتياق ل"هناك" ؟
تتراجعين بكل هذه السهولة..
مثلهم..
لن أقفز بمفردي..
لن يسرد حكاياتي سواك..

احتنضها بقسوة, و هوى معها من فوق جسر إلى قاع نهر, ينبع من ثلج ذاب, نهر يصب في بحر..

استسلم لقانون فيزيائي عند السقوط., ارتطما بسطح نهر يمر في أرض يرفرف في سمائها علم يحمل لونين كنهرين.. أرض يجيد أهلها تمزيق علم النهرين, و يجيدون حرقه, و يجيدون دهسه.. ثم يذهبون إلى المقاهي.. و لا ينتحرون حين يكتشفون أن علماً يحمل لونين كنهرين لا زال يرفرف في سماء نهر توقف عن سرد الحكايات.. نهر يحمل ماءً من ثلج ذاب.. لينتحر في بحر اعتزل أساطيره
..