الأحد، يناير ١٤، ٢٠٠٧

يوم أينعت رأسي و حان قطافها



أخبرني بعد أن فجّر رأسي برصاصة واحدة أن الآمر ليس شخصيا, و أنه يقوم بواجبه فحسب, ثم دعاني لتناول العشاء في منزله الذي لا يبعد عن موقع استشهادي سوى بضعة أميال..
حملني إلى سيارته, و مدّد جسدي على المقعد الخلفي, ثم انطلق بنا عبر الشوارع المكتظّة برجال و نساء و صغار فقدوا رؤوسهم مثلي.. طلبت منه أن يرفع صوت المذياع قليلاُ لأتمكن من سماع اسمي ففعل, تنفستُ الصعداء حين نطقت المذيعة - بصوتها الدافئ- اسمي الثلاثي و حين دعت لي و لرفاقي بان يتغمّدنا الله برحمته و ان يسكننا فسيح جنّاته..
وصلنا إلى البناية, حملني مرّة أخرى و صعد بي إلى الطابق الثالث, طلب من زوجته أن تعدّ لنا العشاء, ثم جلسنا نحتسي الشاي, بعد أن شبعت و استعدت عافيتي و اتزاني.. تحدثنا و تسامرنا و ضحكنا حتى وقت متأخر, و حين هممت بالنزول أخبرني بأنني قد أتألم قليلاً حين أفيق من نومي في الصباح, و أن هذا شيء عادي لا يدعو للقلق و لن يستغرق سوى بضع ساعات, فحين فقد و زوجته رأسيهما في الأسبوع الماضي عادت الأمور إلى طبيعتها بسرعة....ناولني مسدسه بعد أن أعاد حشوّه.. شكرتُه و زوجته على كرم الضيافة, غادرت متوجهاً إلى منزلي, فضّلت السير عن استقلال الحافلة, كنت أشعر بكثير من الارتياح بدون رأسي الذي لطالما جثم على عنقي, و لطالما استهلك ميزانيتي على تلك الحبوب المسكّنة التي أدمنتها أخيراً.. ما أجمل ملامسة هواء الليل البارد لجسد لا يحمل رأساً.. قبل أن أخلد للنوم بعد هذا اليوم الحافل... تحسست مسدسي و تأكدت من أنه محشوّ بست طلقات ثم وضعته تحت وسادتي و دعوت الله أن يثبّتني, فغداً ينبغي عليّ أن أقوم ببعض الواجبات..

انتهى
..............................



السطور السابقة مهداه إلى من فقدوا رؤوسهم في وطن لم يعد يقوى أبناؤه على حمل الرؤوس..
على بعد أمتار قليلة.. يبتسم هذا أو ذاك لأنه وفّر ثمن رصاصاته فهو يكاد لا يجد مزيداً من الرؤوس ليفجّرها !!
.................................



يا خي أحه..

الجمعة، يناير ١٢، ٢٠٠٧


الخميس، يناير ١١، ٢٠٠٧

نحت: انتقالية صومالية

انتقالية صومالية/نحت على الخشب/صناعة أمريكية تقليدية


انتقالية أخرى.. هذه المرة في (القرن) الإفريقي, و بالتأكيد (القاعدة) موجودة, يبدو أن (القرن) الحادي و العشرين هو قرن (القرون) نحو (قرن) أوسط جديد..


يا خي أحه..

تحديث 16/1/07: من هناك

السبت، يناير ٠٦، ٢٠٠٧

أورجزمه


...بعد مرور أقل من ساعتين على خروجه من البيت بحجة السفر إلى الاسكندرية في مهمة عمل كما أخبرها, عاد فوزي ثانية للبيت استكمالاً لخطته في مفاجأة فوزية بعد أن اطمأنت إلى رواية سفره و تغيبه لبضعة أيام... خلع حذاءه و أدار المفتاح بهدوء, تسلل إلى الشقة على أطراف أصابعه متوجهاُ إلى غرفة النوم.. وحين اقترب من باب الغرفة الموصد, تسارعت ضربات قلبه وهو يتخيل مشهد وقع المفاجأة في عيون فوزية.. تصبب العرق من جبينه, و شعر بمزيد من التوتر, ثم بشيء من الجوع.. فاتجه ناحية المطبخ ليسكت معدته قليلاً قبل قيامه بمباغتته الموعودة, كان لا يزال يحمل حذاءه.. فتح باب الثلاجة فوجدها خاوية إلا من بيضتين يتيمتين, قام بخفقهما في كوب, شربهما دفعة واحدة, ثم تجشأ, توجه فوزي ثانية إلى غرفة النوم و فتح الباب عنوة.. فوجد فوزية تغط في نوم عميق.. جلس إلى جوارها و أيقظها بقبلة على جبينها (و كان لا زال يحمل حذاءه)..
كل سنة و انتي طيبة يا حبيبتي..
سألته بنبرة متثائبة: هو انت ما سافرتش يا فوزي؟
لا يا حبيبتي.. كنت عايز أفاجئك في يوم عيد ميلادك..
فاجئتني بجد, عليك لفتات و حركات مالهاش حل يا فوزي..
فوزية ممكن تسامحيني؟
على أيه يا حبيبي؟
ما جبتلكيش هدية معايا..
كفاية عندي يا فوزي إنك افتكرت و فاجئتني كالعادة باحساسك و حنية قلبك, ده عندي بالدنيا, ده أجمل هدية..
ربنا يخليكي ليا يا فوزية, أصيلة و الله, لولا الملامة كنت جبتلك الدنيا بحالها..
عيب يا فوزي ما تقولش كده, أزمة و حتعدي, الفلوس بتروح و تيجي, و الحب هو اللي بيفضل, انت زادي و زوادي و دنيتي..
بحبك يا فوزية..
بعشقك يا فوزي..
ضمها إلى صدره بشوق و هو لا يزال يحمل حذاءه..
تبادلا الاشتياق بلهفة.. حتى الارتواء, و كان لا يزال يحمل حذاءه..
في هذه الاثناء كان هناك رجل في المطبخ يفتح باب الثلاجة ثم يندهش لعدم وجود بيضتين وضعهما بيديه قبل خلوده للنوم مبكراً كعادته, أغلق باب الثلاجة و هو يستشيط غضباً متمتماً: مراتي هاجراني بقالها سنتين قلنا ماشي أنا غلطت كتير في حقها و وريتها أيام سوده, بس تقوم تاكل البيضتين اللي حيلتي و أنام من غير عشا, دي تبقى سفالة وقلة أصل, الله يحرقك يا فوزية يا بنت المفجوعة,يلعن ميتين أهلك.. توجه إلى غرفته المجاورة لغرفة زوجته و أغلق الباب متمتماً بمزيد من اللعنات..

انتهى.
..............................

يا خي أحه..