حدوتة تدوينية .. فوزي و جميلة و اليسار الجديد
ملاحظة: اليساريون الشرفاء و المخلصون الحقيقيون من غير المتنفعين و غير المدّعين, ليس لهم أي علاقة بالمشار لهم في هذه التدوينة و قد وجب التنويه.
مش أي حد عنده زكام و بيقول (هااا تشي) يبقى خلاص أصبح من مريدي (تشي) جيفارا, و نال لقب المناضل الثوري التقدمي, و مش كل و احد (مرافق) واحدة يسارية أصبح (رفيق)..
و مش أي حد دخل عالم التدوين و لطعله حبة تنظيرات و منظرات حنجورية عن طريق (القص و اللزق) يبقى مدون يساري أصيل و همام و يرفع سيفه في وجه اللئام..
فيه ناس قال يعني بتميل لليسارية القومية, و ناس قال إيه بتميل لليسارية بلا حدود, و ناس بتخلط الأوراق و لما تتزنق, تروح فاقعة بقين مكلكعين مبعجرين هلاميين بلا أي معنى على الإطلاق, علشان الناس (المختومة على قفاها) تكش و تتكسف تقول إنها مش فاهمة حاجة, فيشمت فيهم الإخوة الحنجوريين و يتهموهم بالجهل و السطحية و (الخواء الفكري و المعرفي) و كده..
اليسار النظيف لعب دوره بإخلاص في أكثر من مرحلة.. بغض النظر عن الاختلافات حول نجاحات أو إخفاقات التجربة..
أما أن يتلخص (كل) اليسار في..
(ستايل).. تاتو جيفارا على ذراع أحدهم أو على صدر إحداهن, أو زجاجة (تيكيلا) مع ملح و ليمون.. أو جلسة (ماريجوانا و مرادفاتها).. أو لخبطة ستايل (الهيبز) بتاع زمان على (عبدة الشيطان) على حاجات غريبة يا جدع مالهاش دعوة ببعض.. فتلاقي واحد وسط جو الهبل ده فاقع أغنية لمارسيل خليفة, و تلاقي واحدة بتصوت بالأمريكاني و تقول: ياااااااااي واااو يخرب بيت طعامتك يا مارسيل.. أوه ماي جوش على الإهساس (قصدها بروح جارة خالتها الإحساس).. و يسخن رفيق ضارب جوينت فيستحضر (بوب مارلي).. و يتكرم أحدهم مشكوراً بإضفاء نكهة مصرية على الجلسة فيدندن على العود أغنية حماسية (للشيخ إمام) على سبيل الحاجة (الأورينتال).. و يختمها أحدهم بإعجابه باستيعاب اليسار لكل الامزجة ثم يدعو (رفيقته) لمناقشة بعض الرؤى و النقاط المحورية في غرفة النوم (بعد أن شغرت) و خصوصاً لأنه أحس أن الحبة الزرقا ابتدت تشتغل!
يبقى ساعتها..
من حق أبو الليل يشخر و يقول أحه متكلفة..
من حق أبو الليل يحكيلكم حدوتة قبل النوم.. بس حدوتة (حدثت بالفعل)..
حدوتة تدوينية
فاكرين الجدع اللي خد الحبة الزرقا؟ (أطلع فوق كام سطر حتلاقيه متلقح مع (رفيقته) على السرير لا مؤاخذة). لقيته؟ طب كويس, إعمل زووم و وسّع الكادر شوية.. تمام كده..
نبتدي حكاية فوزي و جميلة, فوزي ده إسمه, و جميلة ده إسمها مش وصفها..
قول يا بو الليل و اشجينا:
..........
...............
.................
.......................
...........................
..................................
.......................................
.......................... (أحداث و تفاصيل بضان مش مهمة) أحه
و بعدين فوزي تعب من عقدته الأزلية و هي إن شكله مش بيعجب البنات و لا الستات (النسوان عموماً) و كل ما ييجي يقرب من امرأة يحس إنه غير مرغوب فيه.. كان الليل بالنسبة له مملكة الوحدة و العدم و الهم و الاحتراق, يعني بالبلدي كان حيموت على حضن يطفئ براكين الاشتياق على مر شبابه المهدر كما يحس.. و كان يحترق أكثر في الليلة التالية, و الاحتراق لا يحرقه سوى احتراق.. لكن أين هو ذاك الاحتراق الذي لا ياتي ابداً؟!..
........................
................................
...................................
.....................................
............................................
كان لفوزي صديق معروف عنه إنه يساري, و كانت الحريم بتترمّى عليه من كل صوب, كانت جملة صديقه لا تزال تنخر في تلافيف دماغه.. و كيانه أيضاَ..
بص يا فوزي: فيه حريم عشان تركبها لازم تركب دماغها الأول
يعني يا فوزي الحريم دي مستحيل تتركب لو ما بعبصتش و كيفت دماغها, و يا عيني لو حسستها إنك أعظم مثقف على وجه البسيطة, و إن مجرد قبولك للنقاش و الاتصال الفكري معاها هو قمة التنازل منك.. فيه نوعية من الحريم دي لو حسستها إنها مش قادرة تستوعب عبقرية أطروحاتك و براعتك في انتقاء مفرداتك المتفردة ساعتها حتحس إنها (حمارة) و هذا الشعور سيدغدغ فيها كل جموح الأنوثة..
فاهم يا فوزي يعني إيه جموح الأنوثة؟ يعني حتستفز كل خلية أنوثة في جسمها و كل فتفوتة حريمي في كيانها, حتحاول تعوض عجزها الفكري أمامك عن طريق براعتها و كفاءتها في الفراش يا فوزي.
بس خد بالك يا فوزي فيه نوعية تانية مختلفة من الحريم دي.. لازم تبقى متساوي معاها فكرياً, تساوي كامل لا يزيد فتفوتة و لا ينقص فتفوتة. يعني لو حست إن مستواك الفكري قل عن مستواها في لحظة ما ساعتها حتتهمك بالجهل و حتف في وشك يا فوزي, و لو شعرت في لحظة تانية إنك أذكى منها و بتتفوق عليها فكرياً و ثقافياً وقتها حتتعقد منك و من نفسها و حيجيلها اكتئاب مركّب, و حتقفل عليها اوضتها و تفضل باصة للسقف لحد ما تنتحر أو السقف يقع عليها, الشعور بالدونية فظيع قوي عندهم يا فوزي.
أرجع و أفكرك يا فوزي: فيه حريم عشان تركبها لازم تركب دماغها الأول..
بس الشطارة تركب دماغها صح.. التثبيت لو تم صح حتعيش حياتك يا فوزي..
عشان تركبها لازم تركب دماغها الأول يا فوزي
عشان تركبها لازم تركب دماغها الأول يا فوزي
عشان تركبها لازم تركب دماغها الأول يا فوزي
صدى الصوت يختفي و يبتعد رويداً رويداً.. ثم لا يلبث أن يقترب من جديد حاملاً معه كل الرتابة, و كل التتابعات كدوائر عملاقة مطاطية التكوين صفيحية الطنين..
هكذا تمر الأيام.. و دماغ فوزي تنفجر طوال الوقت.. و الطنين لا ينتهي.. و الصمم لا يأتي..
أصبحت جملة صديق فوزي كأغنية رتيبة كالتي تلاحقنا باستمرار أينما ذهبنا.. و نعجز عن طردها منا مهما حاولنا, نمل منها كثيراً, نمل أكثر من عدم قدرتنا على التخلص من غباوة رتابتها..(حاجة لزقة بغرا كده)..و رغم ذلك نبقى ندندن بها!
...............................
..................................
...................................
........................................
............................................ (فوزي سرحان و معدته تعبانة و بيرجّع عدت فترة أحداثها بضان و مش مهمة) أحه
فوزي جاب كل الكتب اللي ليها علاقة باليسارية و الماركسية, و جاب الروايات و المسرحيات و الدواوين الشعرية و الأغاني و أي حاجة عرف من صديقه إنها بتعجب الناس المنتمين إلى اليسار و خصوصاً الجنس اللطيف منهم.. مر وقت طويل و لقى الوقت بيمضي و هو لسه يدوب مخلص حبة نونو, فغير طريقته في القراءة, و بقى ينط صفحتين .. تلاتة..ميتين.. و لقى الفهارس حلوة و رؤوس المواضيع أسهل, يعني شغل الفهلوة من الآخر.. و الكم أصبح أهم من الكيف, و الكيف يا ولداه غالي..
و شوية بشوية بدأ يلزق لصديقه و يروح معاه حبة مشاوير, و يحضر ندوات و فعاليات, و أنشطة فنية من بتاعة إديني في الثقافة النخبوية..
فهم المسائل و المواضيع ماشية ازاي..
فوزي لبد في الدرة شوية.. بعدين خد قرار مهم جداً جداً!
قرار استراتيجي و محوري, عامل زي المنعطفات التاريخية كده..
فوزي قرر إنه يعمل مدونة.. نعم يا بهوات مدونة على الشبكة العنكبوتية..
أصله حريف نت و كده, و ياما فوزي اتمرمط في الدردشات و الماسنجرات و المنتديات من غير ما يطلع بصباع حريمي.. حتى الحالات النادرة التي نجح فيها في مواعدة إحداهن كانت تبوء بالفشل الذريع بمجرد أن ينتقل الاتصال من الواقع الافتراضي إلى الواقع الفعلي..
كانت أصعب نقطة واجهت فوزي هي ماذا سيكتب في أول تدوينة له.. فأول تدوينة كما يعتقد هي الأهم.. هي المصيدة و ربما مقياس الفشل أو النجاح.. يجب أن تكون المصيدة محكمة الصنع, حتى لا تفلت الفريسة.. فوزي يبحث عن الطعم المناسب..
............
..................
..........................
......................
.............................
جميلة..
كانت صاحبة أول تعليق على تدوينته الأولى..
........
...............
.........................
جميلة لم تكن جميلة و كانت من النوع الأول الذي أشار إليه صديقه: الفتاة التي تحتاج للشعور (بالحمورية) و الدونية أمام مثقف لا مثيل له..
...........
...........
.................
أخيراً حرق فوزي احتراقه بالاحتراق الذي يبحث عنه: الاحتراق بامرأة.. ليس مهماً أن تكون جميلة.. يكفيه أنها امرأة
.....
........
......................
نرجع للزووم اللي كنا عاملينه على فوزي و جميلة و هما في الفراش أثناء إقامة السهرة (اليسارية) في فيلا أحد الأصدقاء المريشين و المعجبين بالستايل اليساري..
دار بينهما هذا الحوار:
جميلة: عارف يا فوزي أنا ما بقدرش أمنع دموعي لما بسمع مارسيل و هو بيقول, أحن إلى قهوة أمي و خبز أمي..
فوزي يختار بعناية مفرداته قبل أن يجيب رغم حالة الدهولة من كثرة أقداح (التكيلا):
بصي يا جميلة, مش مهم إننا نحس بالكلمات الممتزجة بإرهاصات التجربة النغمية في حد ذاتها, المهم هو كيفية التقاء التوحد اللانمطي مع المحتوى الحسي, بحيث لما نبادر بتقديس اللحظة, فكل التنويعات يمكن أن تبقى متاحة..
جميلة و هي تفتح فمها انبهاراً و الشعور بالدونية و الحمورية يحرك بداخلها كل جموح الأنثى و رغبتها الملتهبة:
فوزي أنا كل يوم عن يوم بحس إني أسعد إنسانة في الوجود, حاسة إني واخدة أكتر من حقي في الدنيا, كل يوم بتعلم منك حاجة جديدة.
أنا بحبك .. بحبك قوي..
فوزي و قد بدأ يشعر أن الموضوع طول و بضين و أن وقت الركوب قد حان:
دعينا نترجم وهج السديم في مرايا الملح المعتق بطعم أسطورة إغريقية تحكيها ثمرات المانجو لعقيقة الأقحوان المسافر في ظل جناح طائر الفينيق.. هيا نلتحف بظل طائر الفينيق.. نيق نيق نيق.
......
.........
...................
......................(أبو الليل يستخدم مقص الرقيب نظراً لغباوة التنفيذ و رداءة الصوت )
المهم خلص الواحد (اليساري) بعد انقضاء و قت طويل هذه المرة (دقيقة و أربعين ثانية و تلاتة فيمتو ثانية بالظبط)
فيمتو؟ قصدي نمتو؟
طيب كويس عموماً خلاص أنا بشطب الحدوتة.
بعد الواحد... مش اتنين, لا... بعد الواحد ولّع فوزي و جميلة سيجارتين و همّا باصين للسقف و بيدخنوا بشراهة و بينفثوا الدخان إلى أعلى في اتجاه السقف..
كانا يسترجعان أحداث مرحلة جديدة في حياتهما.. كيف كانت الحياة و كيف أضحت.. بماذا سيأتي الغد؟ مزيد من الدخان يصعد من شفتيهما لأعلى باتجاه السقف..
و هنا و عند هذه اللحظة بالتحديد.. يسقط السقف على فوزي و جميلة..
يمتزجان بالفراش و السرير المعدني الجميل..
ينتقلان من التجربة إلى التطبيق (أصلهم إتّطبقوا خالص)..
الغريب في الأمر.. أن الفيلا بقيت كما هي, فقط سقط سقف الغرفة التي كانا فيها..
و الأغرب و الأعجب من ذلك.. أن أحداً من الشلة المحتفلة خارج الغرفة لم يشعر بحدوث شيء ما.. لم يستطع أحد سماع صوت السقف و هو ينهار فوق فوزي و جميلة, و لا بزلزلة السقوط..
كان (سيستم الصوت) الجديد و السماعات عالية القدرة و (السب هوفر) تصدح بأغنية أخرى, و صوت (البيز) كان مالوش حل بصراحة..
فوزي و جميلة اتخطفوا في لحظة يا ولداه.. و ما حدش حس بحاجة, لا فوزي و جميلة, و لا صحابهم اللي بره..
يومها على فكرة.. جميلة كانت عايزة تصارح فوزي بإنها حامل..
و فوزي كان عايز يصارح جميلة, إنه بيحبها جداً, و إنه زهق من (القناع) اللي بيحطه على وشه كل ما بيكون معاها..
فوزي كان نفسه جميلة تحب فوزي..
فوزي الحقيقي..
و من وقتها بقيت (مدونة فوزي) مفتوحة حتى الآن.. لكن بدون تدوينات جديدة..
مزيكا حزايني.. كمانجات و تشيللو..
توتة توتة خلصت الحدوتة.
ملاحظات:
(طبعاً بضان مني إني أضع تعقيبات و ملاحظات على الحدوتة و الموضوع, و مش حعمل كده تاني)
أبو الليل مش شمتان في فوزي و جميلة و ما يقصدش يقول إن فوزي و جميلة نالا جزاءهم و ماتوا موتة وحشة عشان همه وحشين.
زي ما قلت في أول التدوينة اليساريين المخلصين و الحقيقيين ليس لهم علاقة بالموضوع لا من قريب و لا من بعيد.
انا اتكلمت عن نموذج من الحريم و لا أقصد التعميم مطلقا.ً
خلاص كفاية..
أحه.
مش أي حد عنده زكام و بيقول (هااا تشي) يبقى خلاص أصبح من مريدي (تشي) جيفارا, و نال لقب المناضل الثوري التقدمي, و مش كل و احد (مرافق) واحدة يسارية أصبح (رفيق)..
و مش أي حد دخل عالم التدوين و لطعله حبة تنظيرات و منظرات حنجورية عن طريق (القص و اللزق) يبقى مدون يساري أصيل و همام و يرفع سيفه في وجه اللئام..
فيه ناس قال يعني بتميل لليسارية القومية, و ناس قال إيه بتميل لليسارية بلا حدود, و ناس بتخلط الأوراق و لما تتزنق, تروح فاقعة بقين مكلكعين مبعجرين هلاميين بلا أي معنى على الإطلاق, علشان الناس (المختومة على قفاها) تكش و تتكسف تقول إنها مش فاهمة حاجة, فيشمت فيهم الإخوة الحنجوريين و يتهموهم بالجهل و السطحية و (الخواء الفكري و المعرفي) و كده..
اليسار النظيف لعب دوره بإخلاص في أكثر من مرحلة.. بغض النظر عن الاختلافات حول نجاحات أو إخفاقات التجربة..
أما أن يتلخص (كل) اليسار في..
(ستايل).. تاتو جيفارا على ذراع أحدهم أو على صدر إحداهن, أو زجاجة (تيكيلا) مع ملح و ليمون.. أو جلسة (ماريجوانا و مرادفاتها).. أو لخبطة ستايل (الهيبز) بتاع زمان على (عبدة الشيطان) على حاجات غريبة يا جدع مالهاش دعوة ببعض.. فتلاقي واحد وسط جو الهبل ده فاقع أغنية لمارسيل خليفة, و تلاقي واحدة بتصوت بالأمريكاني و تقول: ياااااااااي واااو يخرب بيت طعامتك يا مارسيل.. أوه ماي جوش على الإهساس (قصدها بروح جارة خالتها الإحساس).. و يسخن رفيق ضارب جوينت فيستحضر (بوب مارلي).. و يتكرم أحدهم مشكوراً بإضفاء نكهة مصرية على الجلسة فيدندن على العود أغنية حماسية (للشيخ إمام) على سبيل الحاجة (الأورينتال).. و يختمها أحدهم بإعجابه باستيعاب اليسار لكل الامزجة ثم يدعو (رفيقته) لمناقشة بعض الرؤى و النقاط المحورية في غرفة النوم (بعد أن شغرت) و خصوصاً لأنه أحس أن الحبة الزرقا ابتدت تشتغل!
يبقى ساعتها..
من حق أبو الليل يشخر و يقول أحه متكلفة..
من حق أبو الليل يحكيلكم حدوتة قبل النوم.. بس حدوتة (حدثت بالفعل)..
حدوتة تدوينية
فاكرين الجدع اللي خد الحبة الزرقا؟ (أطلع فوق كام سطر حتلاقيه متلقح مع (رفيقته) على السرير لا مؤاخذة). لقيته؟ طب كويس, إعمل زووم و وسّع الكادر شوية.. تمام كده..
نبتدي حكاية فوزي و جميلة, فوزي ده إسمه, و جميلة ده إسمها مش وصفها..
قول يا بو الليل و اشجينا:
..........
...............
.................
.......................
...........................
..................................
.......................................
.......................... (أحداث و تفاصيل بضان مش مهمة) أحه
و بعدين فوزي تعب من عقدته الأزلية و هي إن شكله مش بيعجب البنات و لا الستات (النسوان عموماً) و كل ما ييجي يقرب من امرأة يحس إنه غير مرغوب فيه.. كان الليل بالنسبة له مملكة الوحدة و العدم و الهم و الاحتراق, يعني بالبلدي كان حيموت على حضن يطفئ براكين الاشتياق على مر شبابه المهدر كما يحس.. و كان يحترق أكثر في الليلة التالية, و الاحتراق لا يحرقه سوى احتراق.. لكن أين هو ذاك الاحتراق الذي لا ياتي ابداً؟!..
........................
................................
...................................
.....................................
............................................
كان لفوزي صديق معروف عنه إنه يساري, و كانت الحريم بتترمّى عليه من كل صوب, كانت جملة صديقه لا تزال تنخر في تلافيف دماغه.. و كيانه أيضاَ..
بص يا فوزي: فيه حريم عشان تركبها لازم تركب دماغها الأول
يعني يا فوزي الحريم دي مستحيل تتركب لو ما بعبصتش و كيفت دماغها, و يا عيني لو حسستها إنك أعظم مثقف على وجه البسيطة, و إن مجرد قبولك للنقاش و الاتصال الفكري معاها هو قمة التنازل منك.. فيه نوعية من الحريم دي لو حسستها إنها مش قادرة تستوعب عبقرية أطروحاتك و براعتك في انتقاء مفرداتك المتفردة ساعتها حتحس إنها (حمارة) و هذا الشعور سيدغدغ فيها كل جموح الأنوثة..
فاهم يا فوزي يعني إيه جموح الأنوثة؟ يعني حتستفز كل خلية أنوثة في جسمها و كل فتفوتة حريمي في كيانها, حتحاول تعوض عجزها الفكري أمامك عن طريق براعتها و كفاءتها في الفراش يا فوزي.
بس خد بالك يا فوزي فيه نوعية تانية مختلفة من الحريم دي.. لازم تبقى متساوي معاها فكرياً, تساوي كامل لا يزيد فتفوتة و لا ينقص فتفوتة. يعني لو حست إن مستواك الفكري قل عن مستواها في لحظة ما ساعتها حتتهمك بالجهل و حتف في وشك يا فوزي, و لو شعرت في لحظة تانية إنك أذكى منها و بتتفوق عليها فكرياً و ثقافياً وقتها حتتعقد منك و من نفسها و حيجيلها اكتئاب مركّب, و حتقفل عليها اوضتها و تفضل باصة للسقف لحد ما تنتحر أو السقف يقع عليها, الشعور بالدونية فظيع قوي عندهم يا فوزي.
أرجع و أفكرك يا فوزي: فيه حريم عشان تركبها لازم تركب دماغها الأول..
بس الشطارة تركب دماغها صح.. التثبيت لو تم صح حتعيش حياتك يا فوزي..
عشان تركبها لازم تركب دماغها الأول يا فوزي
عشان تركبها لازم تركب دماغها الأول يا فوزي
عشان تركبها لازم تركب دماغها الأول يا فوزي
صدى الصوت يختفي و يبتعد رويداً رويداً.. ثم لا يلبث أن يقترب من جديد حاملاً معه كل الرتابة, و كل التتابعات كدوائر عملاقة مطاطية التكوين صفيحية الطنين..
هكذا تمر الأيام.. و دماغ فوزي تنفجر طوال الوقت.. و الطنين لا ينتهي.. و الصمم لا يأتي..
أصبحت جملة صديق فوزي كأغنية رتيبة كالتي تلاحقنا باستمرار أينما ذهبنا.. و نعجز عن طردها منا مهما حاولنا, نمل منها كثيراً, نمل أكثر من عدم قدرتنا على التخلص من غباوة رتابتها..(حاجة لزقة بغرا كده)..و رغم ذلك نبقى ندندن بها!
...............................
..................................
...................................
........................................
............................................ (فوزي سرحان و معدته تعبانة و بيرجّع عدت فترة أحداثها بضان و مش مهمة) أحه
فوزي جاب كل الكتب اللي ليها علاقة باليسارية و الماركسية, و جاب الروايات و المسرحيات و الدواوين الشعرية و الأغاني و أي حاجة عرف من صديقه إنها بتعجب الناس المنتمين إلى اليسار و خصوصاً الجنس اللطيف منهم.. مر وقت طويل و لقى الوقت بيمضي و هو لسه يدوب مخلص حبة نونو, فغير طريقته في القراءة, و بقى ينط صفحتين .. تلاتة..ميتين.. و لقى الفهارس حلوة و رؤوس المواضيع أسهل, يعني شغل الفهلوة من الآخر.. و الكم أصبح أهم من الكيف, و الكيف يا ولداه غالي..
و شوية بشوية بدأ يلزق لصديقه و يروح معاه حبة مشاوير, و يحضر ندوات و فعاليات, و أنشطة فنية من بتاعة إديني في الثقافة النخبوية..
فهم المسائل و المواضيع ماشية ازاي..
فوزي لبد في الدرة شوية.. بعدين خد قرار مهم جداً جداً!
قرار استراتيجي و محوري, عامل زي المنعطفات التاريخية كده..
فوزي قرر إنه يعمل مدونة.. نعم يا بهوات مدونة على الشبكة العنكبوتية..
أصله حريف نت و كده, و ياما فوزي اتمرمط في الدردشات و الماسنجرات و المنتديات من غير ما يطلع بصباع حريمي.. حتى الحالات النادرة التي نجح فيها في مواعدة إحداهن كانت تبوء بالفشل الذريع بمجرد أن ينتقل الاتصال من الواقع الافتراضي إلى الواقع الفعلي..
كانت أصعب نقطة واجهت فوزي هي ماذا سيكتب في أول تدوينة له.. فأول تدوينة كما يعتقد هي الأهم.. هي المصيدة و ربما مقياس الفشل أو النجاح.. يجب أن تكون المصيدة محكمة الصنع, حتى لا تفلت الفريسة.. فوزي يبحث عن الطعم المناسب..
............
..................
..........................
......................
.............................
جميلة..
كانت صاحبة أول تعليق على تدوينته الأولى..
........
...............
.........................
جميلة لم تكن جميلة و كانت من النوع الأول الذي أشار إليه صديقه: الفتاة التي تحتاج للشعور (بالحمورية) و الدونية أمام مثقف لا مثيل له..
...........
...........
.................
أخيراً حرق فوزي احتراقه بالاحتراق الذي يبحث عنه: الاحتراق بامرأة.. ليس مهماً أن تكون جميلة.. يكفيه أنها امرأة
.....
........
......................
نرجع للزووم اللي كنا عاملينه على فوزي و جميلة و هما في الفراش أثناء إقامة السهرة (اليسارية) في فيلا أحد الأصدقاء المريشين و المعجبين بالستايل اليساري..
دار بينهما هذا الحوار:
جميلة: عارف يا فوزي أنا ما بقدرش أمنع دموعي لما بسمع مارسيل و هو بيقول, أحن إلى قهوة أمي و خبز أمي..
فوزي يختار بعناية مفرداته قبل أن يجيب رغم حالة الدهولة من كثرة أقداح (التكيلا):
بصي يا جميلة, مش مهم إننا نحس بالكلمات الممتزجة بإرهاصات التجربة النغمية في حد ذاتها, المهم هو كيفية التقاء التوحد اللانمطي مع المحتوى الحسي, بحيث لما نبادر بتقديس اللحظة, فكل التنويعات يمكن أن تبقى متاحة..
جميلة و هي تفتح فمها انبهاراً و الشعور بالدونية و الحمورية يحرك بداخلها كل جموح الأنثى و رغبتها الملتهبة:
فوزي أنا كل يوم عن يوم بحس إني أسعد إنسانة في الوجود, حاسة إني واخدة أكتر من حقي في الدنيا, كل يوم بتعلم منك حاجة جديدة.
أنا بحبك .. بحبك قوي..
فوزي و قد بدأ يشعر أن الموضوع طول و بضين و أن وقت الركوب قد حان:
دعينا نترجم وهج السديم في مرايا الملح المعتق بطعم أسطورة إغريقية تحكيها ثمرات المانجو لعقيقة الأقحوان المسافر في ظل جناح طائر الفينيق.. هيا نلتحف بظل طائر الفينيق.. نيق نيق نيق.
......
.........
...................
......................(أبو الليل يستخدم مقص الرقيب نظراً لغباوة التنفيذ و رداءة الصوت )
المهم خلص الواحد (اليساري) بعد انقضاء و قت طويل هذه المرة (دقيقة و أربعين ثانية و تلاتة فيمتو ثانية بالظبط)
فيمتو؟ قصدي نمتو؟
طيب كويس عموماً خلاص أنا بشطب الحدوتة.
بعد الواحد... مش اتنين, لا... بعد الواحد ولّع فوزي و جميلة سيجارتين و همّا باصين للسقف و بيدخنوا بشراهة و بينفثوا الدخان إلى أعلى في اتجاه السقف..
كانا يسترجعان أحداث مرحلة جديدة في حياتهما.. كيف كانت الحياة و كيف أضحت.. بماذا سيأتي الغد؟ مزيد من الدخان يصعد من شفتيهما لأعلى باتجاه السقف..
و هنا و عند هذه اللحظة بالتحديد.. يسقط السقف على فوزي و جميلة..
يمتزجان بالفراش و السرير المعدني الجميل..
ينتقلان من التجربة إلى التطبيق (أصلهم إتّطبقوا خالص)..
الغريب في الأمر.. أن الفيلا بقيت كما هي, فقط سقط سقف الغرفة التي كانا فيها..
و الأغرب و الأعجب من ذلك.. أن أحداً من الشلة المحتفلة خارج الغرفة لم يشعر بحدوث شيء ما.. لم يستطع أحد سماع صوت السقف و هو ينهار فوق فوزي و جميلة, و لا بزلزلة السقوط..
كان (سيستم الصوت) الجديد و السماعات عالية القدرة و (السب هوفر) تصدح بأغنية أخرى, و صوت (البيز) كان مالوش حل بصراحة..
فوزي و جميلة اتخطفوا في لحظة يا ولداه.. و ما حدش حس بحاجة, لا فوزي و جميلة, و لا صحابهم اللي بره..
يومها على فكرة.. جميلة كانت عايزة تصارح فوزي بإنها حامل..
و فوزي كان عايز يصارح جميلة, إنه بيحبها جداً, و إنه زهق من (القناع) اللي بيحطه على وشه كل ما بيكون معاها..
فوزي كان نفسه جميلة تحب فوزي..
فوزي الحقيقي..
و من وقتها بقيت (مدونة فوزي) مفتوحة حتى الآن.. لكن بدون تدوينات جديدة..
مزيكا حزايني.. كمانجات و تشيللو..
توتة توتة خلصت الحدوتة.
ملاحظات:
(طبعاً بضان مني إني أضع تعقيبات و ملاحظات على الحدوتة و الموضوع, و مش حعمل كده تاني)
أبو الليل مش شمتان في فوزي و جميلة و ما يقصدش يقول إن فوزي و جميلة نالا جزاءهم و ماتوا موتة وحشة عشان همه وحشين.
زي ما قلت في أول التدوينة اليساريين المخلصين و الحقيقيين ليس لهم علاقة بالموضوع لا من قريب و لا من بعيد.
انا اتكلمت عن نموذج من الحريم و لا أقصد التعميم مطلقا.ً
خلاص كفاية..
أحه.
13 تعليقات:
هيا نلتحف بظل طائر الفينيق.. نيق نيق نيق
يا اخى انا باحس انك يسارى اوى فى تعاملك مع اليسارين
السقف يقع عليهم يا راجل يا مفترى
طب حرام عليك حتى الجنين اليسارى ثمره الكفاح المشترك
يلا
تعيش وتفتكر
عمر السقف ما كان جبان
هههه...يخرب بيتك !
ضحكت موت و صدى الصوت يتردد في أذنه "
عشان تركبها لازم تركب دماغها الأول يا فوزي" .
بس انت نسيت حاجة مهمة جدا في الفقرة الأولى بتاعة تعريف مدعي اليسارية يا أبو الليل ، و هي زياد الرحباني. أنا أصلا مابقيتش أحب أقول إني باسمع زياد قدام أي حد عشان الموضوع بوّخ . مع إني و الله مغرم بموسيقاه من زمان جدا من ألحان "ميس الريم" لما كان عيّل صغير بيحلن لأمه إلى الأن .
المهم عشان ماخرجش عن الموضوع ، لي واحد صاحبي بيكره الثقافة و القراءة و الكتب و سيرتها و كل مايتعلق بها . المهم إنه كان في فترة ماشي مع رفيقة من اياهم ، و نجح في ركوبها و ركوب دماغها بدون أي ديماجوجية بالمناسبة . و بسبب إنه قابل الكثير من مدعي الثقافة و اليسارية أصبح له تعريف ثابت لأي مدعي ثقافة يشوفه سواء يساري أم لا .. تجده يقول " ده واد شيوعي ابن قحبة " :)
لما رجع مرّة من الخروجة معاها هي و صحابها كان بيحكيلي ازاي كان مفقوع منهم .. و كل واحد بيحلف بالفنان و يقول " زياد و الله.. زياد" .. قلت له " يا أبو أحمد زياد برضو جامد" .. نظر لي و الشرر يتطاير من عينه قائلا " أحّه إنت حاتعمل لي فيها شيوعي إنت كمان يا ابن الـ ###" . قلت شيوعي مين ياعم.. أم زياد، شغل يابني الكاسيت خلينا ناخد لفتين و نروح ننام .
التحدب فى العنصر الزمنى الملاصق للأحداث ذات العنصر المبلور للقصة يعطى الانطباع المحورى لعناصر القصة القصيرة
اية الحلاوة دى دة على كيدة الواحد ينفع يسارى
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فعلا انتا بتكشف المدعين
وياريت تبتدى تفضح المدعين فى باقى الاتجاهات فى بلدنا العزيز
شريف
زياد رحباني بتاع الطرقعة الوجودية لسة دوره جاي, الصبر جميل..
تحيات أبو الليل للجميع
ميع ميع ميع...
.....
سؤال واحد كان شاغل دماغى من الصبح و فجأة لقيتك بتتكلم فى نفس الموضوع:
ايه اللى قدمه اليسار للشعب المصرى حتى الأن سؤال بسيط عاوز ميتيين كس أم اى خول بيتمنظر بالكلمة العلئة دى يقولى عملوا ايه بجد
بجدبجد كس أم المنظرة الى جايبة كس أمنا ورا
حاجة تانية ياريت تتب حاجة على كس أم التقرير الى هيتناقش فى كس أم الامم المتحدة قريب عشان كس مشكلة كس ام الاقباط المتحدين
بص يا سيدى نجيب سرور لخص كلامك فى بروتوكولات حكماء ريش
http://www.wadada.net/surur/brotokolat/w_riche1.htm
عايز أقول أن المشكلة مش مشكلة الجيل ده و لا الجيل السابق الموضوع ده من زمان جدا ، بس الأدعياء التاريخ بيغفلهم لأنهم ما أضافوش شئ جديد إليه ، مين فاكر إسم واحد من المدعين أيام نجيب سرور ؟ طبعا مافيش لأن الأدعياء أكتر ناس بتروح من الذاكرة ماحدش فيهم بسيب أثر فى الحقيقة ، غير أنهم بيحتاجوا علاج نفسى جامد علشان يطلعوا فى الحالة الوسخة دى
الأدعياء موجودين فى كل زمان و أوان لدرجة أن بعد النجاح المذهل اللى حققوا الأخوان فى الأنتخابات بدأ يبقى فى شوية أخوان ادعياء، أحااا، كنتوا فين أيام ما كانوا بيضربوا و يدخلوا السجون و ياكلوا على قفاهم ؟
و أجدع أحااااااااا من زميلك اللى بيعانى منهم
بس كان لازم الوعظ على طريقة " عقاب كل يسارى مدعى سقف يقع عليه "
صباحك قشطة بالزبادى
انت و صلت لبروتوكولات حكماء ريش يا سهروردي يا نمس؟ قشطة بالعسل و المكسرات
أنا مش بوعظ و حياة أمي, حتى شوف الملاحظة إللي في آخر التدوينة, كان قلبي حاسس هههههه
تحياتي
احه
أهلا بيك يا ابراهيم في بيتك و مطرحك, و أخجلتم تواضعنا
:)
جامد يا أبوالليل :)
أنا كمان يا الف عجبتني الحدوتة مع إني أنا اللي كاتبها
:)
enta f3lan mwhob gedan wa bt3ber 3an fekr nass kter mbdonah bdnah bent mrah metnkah gayeb kosm a7'rek men kos deek om el shrmtah el bt7sel, wa agmel 7agah fe mwdo3 enek 3andek waze3 deny wa m7ro2 3ala mltek, mesh lazem y3ny yekon el style bt3ek mo7'tlef, adek bt3ber wa bt3ber 7elw neeek kman, wana 3adet 3al zebtlaf forum wa bloger wa gredah, mafesh 7agah ashb3tny zay el blog bt3tek el et3reft 3leha 3an tare2 el 3abkry wael 3abbas...72e2y ya regalah ento shbab yfre7...
mlha el marijuana?
Gemex
اليسار مشكلة عموما.. فبالرغم من إن اليساريين أهدافهم دايما غاية في النبل، وبالرغم من إنهم مهتمين بمحدودي الدخل، على رأي السيد الرئيس، إلا إنهم رومانسيين زيادة عن اللزوم.، ففي الوقت اللي بيعملوا فيه أغاني عن العامل والفلاح والشاطر والبنت الجميلة، لا العامل ولا الفلاح مهتمين باليسار ولا بأغانيهم ولا كلامهم، لذلك بالاحظ إن أوساط اليسار عبارة عن ناس بتشجع بعض وتقول؛ الله عليك.. انت هايل.. قصيدة هايلة.. مسرحية عظيمة.. أغنية مبدعة.. وبس خلاص.. هم بيألفوا ويلحنوا ويمثلوا ، وهم كمان بيتفرجوا ويشجعوا..
طبعا فيه استثناءات، لكن الصراحة استثناءات اليسار تمام زي استثناءات الإخوان، لا يقاس عليها..
أنا رأيي إن اليسار لازم يكون أكثر عقلانية وإيجابية، وأقل رومانسية.. ولازم يحس باللي الناس عايزاه حقيقي مش يفترض اللي الناس عايزاه من خلال التنظير..
بالمناسبة، أنا مش يسار وإن كنت محسوب على اليسار.، أنا ناصري وحدوي، ومؤخرا لقيت فكرة جديدة ممكن تتبلور لأيديولوجية جديدة، بس لسه محتاجة بحث..
عموما، شكرا يا أبا الليل على اهتمامك بالقارئ، وعلى رأيك؛ أحا... هي هي هي
إرسال تعليق