الجمعة، فبراير ١٠، ٢٠٠٦

من حقك أن تكون مدوناً ملحداً و لكن ليس من حقك أن تجرح مشاعر المؤمنين !

ظاهرة التدوين العربي, أصبحت الموضة الجديدة زي "التطور الطبيعي للحاجة الساقعة" !

فكما تحدثت سابقاً يبدو كثير من المدونين بصورة "محدثي النعمة" بسبب الفضاء اللا محدود من الحرية وهذا يذكرني بفورة "الشات" و ما صاحبها من جموح إلى أن استقر الوضع قليلاً و خف "الهيجان" بعض الشيء.. التدوين العربي الآن لا زال في مرحلة "الهيجان" و ربما يمضي وقت قبل مرحلة الاستقرار و الشعور بالرسو على بر نضوج الظاهرة..

و جاءت أحداث "التجربة الدنماركية" لتكون بمثابة تمثيل حقيقي لوضعية التدوين العربي في هذه المرحلة, فاستغل المدونون تلك التجربة بكل شراسة لممارسة هذه "الاختراع الجديد"..
و كأن المدون بات يقول: "هذا أنا", بدلاً من أن يقول: "هذا رأيي"..

المسلمون المتدينون انتفضوا للدفاع عن رسولهم الكريم, و هاجموا من يظنون أنهم المتسببون في الإساءة, و رأوا أن "شعار المقاطعة" هو المناسب و الفعال..
آخرون وجدوا في المقاطعة حلاً غير مقنع و غير عقلاني..
آخرون بدأوا حملة "مضادة" و متضامنة مع الدنمارك و غيرها..
و النوعية الأخيرة هي الجديرة بالتأمل..
المدونون الذين يرفعون شعار: "اشترى كل ما هو دنماركي"
هذه الحملة المضادة أشك كثيراً جداً في نظافتها.. و بصراحة شامم فيها ريحة نتنة, أنا أفهم إن الزملكاوي يغيظ الأهلاوي عشان إتغلب من فريق سيدني الأسترالي, و يشجع سيدني ضد الأهلي, هي حاجة بيضان طبعاً بس الموضوع كله كورة و هبل و كده..
لكن لما ييجي الإخوة الاشاوس من المدونين العرب و ما يصدقوا تجريح و شماتة و استفزاز للشعوب الإسلامية, يبقى أحه بجد.. و تبدأ نبرة التذاكي و استعراض عضلاتهم الهلامية في السخرية من تخلف و ضحالة الوعي و الثقافة.. و حياة أمكم؟ دنتوا سبقتوا دول الاتحاد الأوروبي في التضامن مع "القطر الدنماركي الشقيق", بدأ المدونون الأشاوس المثقفون جداً جداً يسترسلون في الحديث عن تفاهة الأديان عموماً و على الاخص الإسلام !
المثير للشفقة أنهم "و بدون أن يشعروا" يستلهمون "زكريا بطرس" في حججهم ثم يضعونه على جنب شوية و يستلهمون "كارل ماركس" و في النهاية تجد بعض المفردات المكلكعة و الحنجورية التي يحاولون بها وسم أنفسهم بالتفرد و التميز الوهمي "الاستحضارات الانبعاجية و التبختر النرفاني" أحــــه,
استمتعوا بحريتكم كما تريدون أيها الملحدون العرب.. لكن أرجوكم لا تستمعوا بإهانة مشاعر المؤمنين, حتى لوا كانوا بسطاء في ثقافتهم و تطورهم..
لا تصفوهم بالأغنام, عشان كمان جمعيات حقوق الإنسان و المنظمات الدولية ممكن تزعل منكم, يعني كفاية عليكم تهاجموا "الإرهاب" و "الاضطهاد".
و ما تقولوش إن غضب المسلمين حالياً هو إرهاب فكري و حياة كس امكم, كفاية لعب بالمصطلحات يا متناكين..
بالمناسبة فيه كتير شيوخ من المسلمين عندهم قدر لا بأس به من التخلف العقلي دول حتى المسلمين أنفسهم بينتقدوهم لانهم يعلمون أنهم ليسوا مقدسين كما تزعمون.
و الأيام اللي فاتت أثبتت إن الصحيفة الدنماركية المتناكة ما كانتش مجرد بتتيح حرية التعبير لأنها رفضت نشر رسوم عن المسيح عليه السلام و عن الهولوكست أكثر من مرّة..
أصبحتم بكس امكم ملكيين أكثر من الملك؟
المسلمين حرين يعبروا بطريقتهم عن غضبهم, سواء كانت طريقتهم صحيحة أو خاطئة, تستطيعون انتقاد الطريقة بكل تأكيد.. لكن ليس من حقكم السخرية من عقيدتهم.. و استفزازهم, و ارتداء علم الدنمارك..
أي دنماركي مش حيفرح بيكم. حيبصلكم بتعجب و يقول: "أخه" عشان مش بيعرف يقول: "أحـــــه".
و كس امكم أيها المدونون الملحدون العرب "قليلي الأدب".

5 تعليقات:

BooDy يقول...

عايز اقول لك اني متوقع لك نجاح منقطع النظير في مرحلة الهيجان دي يا باشا لأنك فعلا بتعبر عن ناس كتير انا من ضمنهم و احب اضم صوتي ليك و اقول يا اخي احه

أبو الليل يقول...

شرفت مكانك و منطقتك ياعم بودي.و أحه على أحه ممكن تعمل أحه أكبر,أبو الليل بيمسي و بيرحب بيك

غير معرف يقول...

على النعمه انته واد مجدع ومش محتاج تقول احه انته نفسك احه نشفه

ابو حباكه

Khalid يقول...

hahahahahahah:))))
lovely!
me*

غير معرف يقول...

لما ما يكون في أي موقف اسلامي ولاعربي .. حيصير أكثر من كذا يا باشا .. كم مؤتمر ينعقد بالخصوص ومايحضره ولا زعيم عربي .. وشاطرين يقولولك قاطعو طيب آمنا وقاطعنا خذو موقف سياسي انتو على الأقل ..