إعدل الخرطوم
كلما تقدم بنا الوقت, و تشعبت خبراتنا و تجاربنا و مشاهداتنا في الحياة, كلما افتقدنا شيئاً ما..
نفتقد ومضة دهشة, و نشتاق لرجفة انبهار, كل شئ يصبح ككل شئ..
ملمس معطفك الجلدي يصبح معتاداً بالنسبة ليديك.. حتى رائحته المميزة تصبح أرشيفاً أهداه أنفك إلى دماغك..
السيجارة تغدو بلا نكهة لأنها تهادنت مع نقاط التذوق في لسانك منذ زمن بعيد..
إيقاعات الموسيقى التي كانت تهز أعماقك تصبح مجرد ذبذبات تصالحت مع طبلة أذنك المستهلكة..
ألوان الخريف الداكنة, تمر عليها عيناك دون توقف أو حتى رغبة في تأمل عبقرية تختبئ هنا أو هناك..
حتى الكلام يصبح مكرراً معتاداً.. كلامك أنت و كلامهم هم..
لكم أتوق لتلك البدايات و الاندهاشات و الاكتشافات الأولى..
لذاذة أول قطعة شيكولاتة, لهلبة أول قرن شطة, مزازة أول ليمونة, مزجنة أول فنجان قهوة, و تولان أول شدّة معسل!
رهبة أول تزويغة , و أول حفلة سيما, و أول لقاء مع البحر..
مرارة أول هزيمة, تحليق أول انتصار..
شلفطة أول خناقة, و طبطبة أول حبيبة, و طرطشة أول بريزة!
أول ضحكة بجد, و أول دمعة بجد..
طعم أول أغنية لفيروز و لمنير و لعدوية!
أول تعرف على عم دهب و دنجل و يوسف إدريس و الفاجومي و تولستوي.. شكل الورق عطره و ملمسه!
كل هذا السحر الذي يأتي من النور و الظل و الألوان..
من ذلك الوهج الدافئ الذي يحتضن المجسمات و هي تداعب الفراغ..
أفتقد البدايات الأولى
و انا أشاهد نشرة الأخبار رقم مليون..
و لا أجد في :عناوين الأخبار" خبراً !
مقتل عشرون أو ثلاثمائة في العراق أو في فلسطين..
تنديدات تشجب, و شجب يندد..
رئيس يستقبل و يعرب عن, و يدعو إلى..
و يبدأ (الريموت) في البحث عن شئ ما.. أي شئ..
تختلط الأخبار و الأفلام و الكليبات, ثم لا تلبث أن تندمج في مزيج من متتابعات بصرية و صوتية تتحد مع ذوبان (الشيبسي) في فمي, لا أدري الحكمة في إضافة نكهة "الكباب" أو "البيتزا" أو "الشطة" إلى تلك البطاطس المقلية.. فأنا لم أعد أشعر بطعم البطاطس ذاتها..
هل أصابتني (التمسحة) و هزمني الاعتياد إلى هذه الدرجة؟
يرن جرس الهاتف فأعرف (بالتعود) أنه ينبغي علي أن أرفع السماعة.
يأتي صوت جاري الذي يسكن في الطابق الاول: التكييف بتاعكم بينقط على التكييف بتاعنا يا ريت تعدل الخرطوم.
فأجدني أبتسم أوتوماتيكياً و أبادره القول: إنت جيت في جمل يا بو حميد, هيه جت على عدلة الخرطوم؟ حعدله حالاً, و أوعدك إنه مش حينقط عليك تاني..
يا خي أحه..
نفتقد ومضة دهشة, و نشتاق لرجفة انبهار, كل شئ يصبح ككل شئ..
ملمس معطفك الجلدي يصبح معتاداً بالنسبة ليديك.. حتى رائحته المميزة تصبح أرشيفاً أهداه أنفك إلى دماغك..
السيجارة تغدو بلا نكهة لأنها تهادنت مع نقاط التذوق في لسانك منذ زمن بعيد..
إيقاعات الموسيقى التي كانت تهز أعماقك تصبح مجرد ذبذبات تصالحت مع طبلة أذنك المستهلكة..
ألوان الخريف الداكنة, تمر عليها عيناك دون توقف أو حتى رغبة في تأمل عبقرية تختبئ هنا أو هناك..
حتى الكلام يصبح مكرراً معتاداً.. كلامك أنت و كلامهم هم..
لكم أتوق لتلك البدايات و الاندهاشات و الاكتشافات الأولى..
لذاذة أول قطعة شيكولاتة, لهلبة أول قرن شطة, مزازة أول ليمونة, مزجنة أول فنجان قهوة, و تولان أول شدّة معسل!
رهبة أول تزويغة , و أول حفلة سيما, و أول لقاء مع البحر..
مرارة أول هزيمة, تحليق أول انتصار..
شلفطة أول خناقة, و طبطبة أول حبيبة, و طرطشة أول بريزة!
أول ضحكة بجد, و أول دمعة بجد..
طعم أول أغنية لفيروز و لمنير و لعدوية!
أول تعرف على عم دهب و دنجل و يوسف إدريس و الفاجومي و تولستوي.. شكل الورق عطره و ملمسه!
كل هذا السحر الذي يأتي من النور و الظل و الألوان..
من ذلك الوهج الدافئ الذي يحتضن المجسمات و هي تداعب الفراغ..
أفتقد البدايات الأولى
و انا أشاهد نشرة الأخبار رقم مليون..
و لا أجد في :عناوين الأخبار" خبراً !
مقتل عشرون أو ثلاثمائة في العراق أو في فلسطين..
تنديدات تشجب, و شجب يندد..
رئيس يستقبل و يعرب عن, و يدعو إلى..
و يبدأ (الريموت) في البحث عن شئ ما.. أي شئ..
تختلط الأخبار و الأفلام و الكليبات, ثم لا تلبث أن تندمج في مزيج من متتابعات بصرية و صوتية تتحد مع ذوبان (الشيبسي) في فمي, لا أدري الحكمة في إضافة نكهة "الكباب" أو "البيتزا" أو "الشطة" إلى تلك البطاطس المقلية.. فأنا لم أعد أشعر بطعم البطاطس ذاتها..
هل أصابتني (التمسحة) و هزمني الاعتياد إلى هذه الدرجة؟
يرن جرس الهاتف فأعرف (بالتعود) أنه ينبغي علي أن أرفع السماعة.
يأتي صوت جاري الذي يسكن في الطابق الاول: التكييف بتاعكم بينقط على التكييف بتاعنا يا ريت تعدل الخرطوم.
فأجدني أبتسم أوتوماتيكياً و أبادره القول: إنت جيت في جمل يا بو حميد, هيه جت على عدلة الخرطوم؟ حعدله حالاً, و أوعدك إنه مش حينقط عليك تاني..
يا خي أحه..
28 تعليقات:
Abu elleil,
I just wrote about the same thing.
The pointless interminable life tasks that we keep repeating.
what a co-incidence or Telepathy
توارد خواطر غريب و عجيب يا عين يا سحرية
سبحان الله
مدونتك جميلة بالمناسبة و أول مرة أزورها
بتيجي عالجرح يا بو الليل
ساعات الروتين بيقتل حاجات جوانا
هيا الدنيا كدة.. نفضل نجري ورا كل حاجة, نجيبها من قفاها, نعملها, نمارسها, نمر بيها
و نحرقها
وعود الكبريت مابيولعش غير مرة واحدة
خليك خبيث واستمتع بلحظات افتقادك للحظات دي
!
انا كمان نفسي احس احساس اول مرة ..يااااااه وحشني قوي الاحساس ده
و الله يابو الليل الواحد ابتدى يحس ان الاحساس بالملل من الروتين بقى مجرد احساس روتيني ,الواحد فعلا اشتاق لأول مرة يعمل فيها حاجة...أي حاجة
بص بقى يا ابو الليل
هى دى المشكلة الازلية عند البشر
الاجانب ممكن يعملوا اي حاجة علشان يحسوا بحاجة جديدة
زى البنجى جمبنج
ياخى احه يربطونى من رجلى و يحدفونى من على كوبرى
معلش احنا حالتنا احسن بكتير
وطول عمر اول حاجة بيبقلها طعم يا اما سئ يا اما جميل لو سئ مش هاتجربها تانى لو جميل هاتفضل تجربها لغاية ماتزهق
لازم تحط من كل وقت للتانى انشطة جديدة
يعنى اكلة جديدة سفرة لمكان جديد
الحياة هاتبقى احلى بكتير
بس متنساش انها دنيا وان وجودنا مؤقت يعنى متوصلش لدرجة البنجى جمبنج وتنسى الغرض الاساسى ليك فى الدنيا (كل واحد عندة سببة الخاص، لو معندكش يبقى مصيبتك سودة وانت عايشش فى الساقية)
معلش طويلت عليكوا
احة طرية
إيه الجمال دا.
يا ريتك توقفت عند النصف الأول.
لكن فيه ناس محظوظين عايشين في حالة دائمة من الدهشة. يقدروا يشوفوا الحاجة و يحسوها كأنما لأول مرة. في رأيي هو دا النعيم.
"أن ترى الكون في ذرة هباء"
مهم جدا نحس ان عندنا مشكلة
و انتا عندك قدرة على الغوص في كل التفاصيل الصغيرة يا ابو اليل
و كالعادة لازم ندوب فى الدنيا و لحد ماننسى إسمنا علشان نرجع تانى نحس الحياة ، مش كفاية تعيش لحظتك سيبها تجرى و تبعد و عيش اللحظة اللى بعدها و هى فى يوم حترجعلك عن قريب علشان هى عايزاك تعيشها
بس ألعن جزء فى الموضع أن جارك إنتزع منك حتى لحظة إفتقاد الذكريات
كلامك حلو بس لو تخف من جرعة الكلام اياااه شوية
حاسة انك مش غريب عن التدوين
وانك وجه لعملة احنا عارفنها كويس
قال الشاعر
ولقد سئمت مآربى .. فكأن أطيبها خبيث
إلاالحديث فإنه مثل .. أسمه أبدا حديث
وماذا بعد هذا الأبداع الجميل هل هو قلق الفنان أم حيرة المعنى داخل سجن اللغه ، أوافقك أن السأم فى الخارج لابد وان يقتحم الداخل مهما كانت الرؤية محصنة بأدراك أن الحياه بكل قدها وقديدها زاويه هامشيه من زوايا الوجود ، وان على الأنسان أن ينتبه ,اقصد أن ينتبه لحتميات زمنه وأحابيل زاته وهيمنة الخطاب الذى يشكله ويتشكل فيه ،فعندما كتب أبن خلدون المقدمه لم يكتبها لزمنه على سبيل المثال، وكما قال بحق نجيب سرور
ماذنبها الأوطان ان كان منفانا الزمن
ولكن رغم ذلك ها هو الحال وبالكتابه عنه تحول الى نص مبدع ليعيد للحديث حدثه
وتلك هى الموهبه
دامت لك القدره على التجاوز
أظن من حق فوزى بما أنه تحمل مدفعية أبو الليل الثقيله وطلقات ضيوفه المهلكه دون ان ينطق حتى أنت يا بروتس
أن يدلوا بدلوه
نص رائع على خلفية كل شىء حولنا ومتكامل ولكن لابد من قراءته بما قبله من كلام مرسل وخلاص فهو شرح بالتكرار الذى يعلم الشطار ، أختلف مع أليف فالنص متكامل لايغنى بعضه عن بعض وقد قال عمنا المتنبى: ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله .. وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم ، أتفق مع علان فى رده بطريقة غير مباشره على ألف فى جزء من تعليقه فلنص فعلا يفكك ذاته وهذا يجعله متجاوز
أبو الليل
على فكره الخرطوم لسه بينقط
بص كده
فوزى
ماهذا الصدق و الجمال
رائع هذا الإحساس
تعرفت إلى مدونتك منذ أقل من أسبوع ولكنى أدمنت الدخول إليها لأرى الجديد عندك
Keep the good work
احييك
على كل احة صادقة
واحى مزاجك الاحاوى
اما مسألة التكييف وشكوى جارك منة
فدى وحدها عايزة كام احة بالموز
يعنى التكييف بتاعة هاج لما الخرطوم نقط علية
اما تكييف علق صحيح
ياخى احة
نيموالسمكة
انت فى رحلة حب الاستطلاع شوفت اهوال كتيرة حتى انك اتحبست فى حوض السمك وكانت حتاكلك النوارس ـ عود الى البلوج بتاعك واكتب اللى عاوز تقولة هناك ردا على اى حد وحتلاقى الكل عندك وحترجع ابو الليل للشتيمة اللى ماصدقنا انه بطلها جرب
Nemo - elsamak
I used to reading your comments here or in a7a kemala, keep writing , do not let me search for your comments throuhout the blogs.
بوست معبر جدا
الحاجات في بدايتها بيكون ليها احساس مختلف
بتفكرنى الخواطر دى بموضوع جميل جدا كان بينشرة محمد عفيفى مطر فى الدستور الاصدارالاول
كان بعنوان
اوئل زيارات الدهشة
جميل جدا يا ابوالليل
اسف يا ابو الليل استحملنى شوية
الكلام دة مالوش دعوة بالموضوع بس انا حبيت احى نيمو السمكة واقولة ان فعلا مفتقدينة ومدونتة الجميلة واشكرة على الاشارة لى فى البوست السابق
اسف مرة تانية
جميلة يا ابو الليل تدوينة رائعة خاصة الجزء الثاني بس بالمناسبة .. هوا لسة في خراطيم بتنقط في مصر ؟؟؟ ما خلاص علية العوض ومنه العوض
تدوينه عداله
ميه ميه
قال قرة : (أوووه ... السلطان واقف
عندما نظر الى الرسم باعجاب تصرفت وكأننى لا اعتبر سبب الإعجاب أهتماما . ولكننى سأقول لكم صراحة
فى كتاب السرنامة الذى نصور فيه احتفالات الختان الجارية أسفل الشرفة يبدوا سلطاننا على مدى الأيام الاثنين والخمسين جالسا يستعرض مرور الباعة والعربات ةالأهالى والجنود واللصوص فى مئتي رسم . فى هذا الرسم فقط
رسمته واقفا ينثر النقود من أكياس مليئة بالفورينات .ورسمت الناس يتدافعون متلاكمين مترافسين رافعين مؤخراتهمإلى السماء وهم يجمعون النقود من الأرض لكى أعبر عن الاستغراب والسعادة
قلت : إذا كان ثمة حب فى الرسم علينا أن نرسم بحب ، وإذا كان ثمة ألم يجب أن يتدفق الألم من الرسم ولكن لايعبر عن هذا من خلال الأشخاص فى الرسم أو دموعهم ‘وحتى إنه لا يبدو من النظرة الأولى للرسم ، ولكن يشعر به ، ويجب أن يستنتج من انسجامه الداخلى . أنا لم أرسم الدهشة على شكل شخص يدور فمه ، يدخل سبلبته فيه كما رسمها مئات الأساتذة عبر عصور طويلة ، بل جعلت الرسم كله دهشة ، وهذا يتم بإيقاف سلطان السلاطين على قدمية
أورهان باموق
أسمى أحمر
هناك فعلا يارضوى تشابه ظاهرى بين ما دونتيه عن أحساس أول مره وهذه التدوينه يبدو فى الظاهر ولكن المشاعر الأنسانية ليست مثل البصمة هى شىء يلفنا جميعا ومعرضون له جميعا ولا يجب ان تصبح نرجسية الفنان عااااائق أمام أنتباهه للموضوعى
والدليل على ما أقول التعليقات نفسها فكل هؤلاء المعلقين أنتابهم نفس الأحساس
وكان من الممكن لو توفرت الموهبه ان يعبروا كل بطريقته ومفرداته ولكن يبقى الأحساس هارب من الأسر ومتجاوز يسكن نص ثم يتأقلم أكثر مع نص أخر وهكذا كالعصفور وفى حالة أبو الليل
نهاية النص هى أعمق ما فيه
ولو نظرتى جيدا سوف تتأكدى انك على الآقل ليس لديك خرطوم
فوزى
ياخى احة منك لية ياعم اية الحوارات دى
والله انا مش عارف اقووول اية انا
بقى عاوز ادخل معاكوو فى المسرحيات دى هههههههههه
ياخى احة ....
تعرف ياأبو الليل
أنا واحده من ضحايا الأعتياد
نعم
الأعتياد علي وجودي خارج مصر في غربه طويله قتلت كل الأشياء الجميله داخل نفسي
الأعتياد
علي البعد عن الأهل والأحباب
الأعتياد علي عملي الذي أمارسه يوميا في أنتظار المرتب أخر الشهر
الأعتياد علي جلوسي ساعات طويله أمام شاشه التلفزيون أتنقل بين القنوات الأخباريه لأشاهد نفس الأحداث وأستمع لنفس التحليلات
وأري نفس الوجوة
وجوة هؤلاء المرتزقه
الذين يتنقلون من محطه الي محطه يدلون بأراءهم مقابل الدولارات
أعتدت علي الزيف
والخداع
وكل المحبطات
لم يعد هناك شيئا جديدا
حتي أنبهر به وأتابعه
أشعر بانني أعيش في غرفه الأنعاش
كل شيء حولي معقم
سرير نظيف
محلول الجلوكوز
أنبوبه الأكسجين
أجهزة ضربات القلب ورسم المخ
مازلت علي قيد الحياه
الا أنني ربما قد مت
أكلينكيا
That's a great story. Waiting for more. 2006 chevrolet ssr engine
لا يابة الليل مستواك قل قوى واحاتك بقت ضعيفه متقومش شخره
لازم ترجع لمستواك كده انا الى اقولك ياخى احه
loooooooool.
===
هجوم منتديات هجوم برامج صور العاب العاب بنات للبنات فقط العاب باربي افلام جوالات دردشة و شات بلوتوث اغانى العاب جوال العاب مكياج ميك اب العاب فلاش العاب
إرسال تعليق